نثر بقلم - د.محمد حلاوية

عزف الناي لا يطرب .. إلا إن كان عزف الناي حزين
....................................................................
كان في قريتنا ديكٌ يصدح .. وكلبٌ ينبح .. وفأرٌ له ذيلٌ طويل .. .. لم يكن في قريتنا فيل .. كان فيها زرعٌ يانع .. وإثنى عشر بائع .. وإسكافي أصيل .. وحرباء تتخفى .. بين عيدان العشب النحيل .. كان عشب القرية يتمدد .. على جانبيّ ممرٍ طويل .. كان ممرُ القرية على شطِ نيل ..
فوق الممر كان يسير .. كبشٌ أسود .. وحمارٌ أبيض .. وثورٌ بنيّ كبير .. ورجلٌ أحدب .. يحمل قفصًا .. فيه إحدى عشر أرنب .. وفلاح فقير .. على جانبي الممر .. طائر ينقر .. يُدعى أبو قردان .. ونحلة ذهبية .. تصنع شهدًا من زهر الرمان .. كانت قريتنا كحديقة حيوان .. فيها إنسان .. يعزف ناي .. كان عزف الناي حزين .. كان في قريتنا امرأةٌ تنجب .. إحدى عشر جنين ..
كنت فوق الممر أسير .. أُسائل نفسي .. وأنا صغير: ماذا لو كان حمار القرية أخضر .. ماذا لو كان ذيل الفأر "أزعر" .. ذيل قصير .. ماذا لو لم يكن فلاح القرية فقير .. ماذا لو كان الديك ينبح .. والكلب يصدح .. ماذا لو كانت كل ذئاب القرية .. تغرد طوال الليل .. وماذا .. ماذا كان حال قريتنا سيصير .. لو كان فيها كبشٌ يطير ..
وكبرت فتيقنت: أن خضارَ الحِمارِ .. شئٌ مُزعج .. وتغريدَ الذئاب .. أبدًا لا يُبهج .. وأن الشدو لا يحلو .. إلا من فم العصافير .. وتفهمت أن فلاح القرية لا يفلح .. إلا إن كان الفلاح فقير .. وتأكدت .. أن عزف الناي لا يُطرب .. إلا إن كان عزف الناي حزين .. وتبينت أن التلوين .. أبدًا لا يجدي في وجه زميم .. إلا إن كان وجه حرباءٍ .. تتخفي بين عيدان العشب النحيل .. علي جانبي الممر الطويل

الف ليلة علي الفيس بوك- للكاتبة مي الحجار

صدر حديثا كتاب الف ليلة علي الفيسبوك للكاتبة مي الحجار وهو متواجد في معرض الاسكندرية للكتاب و معرض مسقط الدولي للكتاب ومعرض المغرب الدولي للكتاب