رسائل ندم من قبر ألفريد نوبل!!

هل يرسل لنا ألفريد نوبل رسائل ندم من قبره ؟ وذلك نتيجة لما نتج عن اختراعه للديناميت عام 1867 من أذي وحروب للبشرية؟
لم يكن المهندس الكيميائي سويدي الأصل ألفريد نوبل يتوقع أن تستخدم البشرية إختراعه الديناميت في أمور الشر، فعندما قام باختراعه كان يريد به السلام والخير حيث اخترع الديناميت لإستخدامه في مجال حفر المناجم والبناء والتخفيف عن العمال كاهل الحفر المرهق، وليس للحروب وتفتيت الأجساد وإراقة الدماء.
لم يكن نوبل يدرك أن العقول الممتزجة بالأحقاد والجانب المظلم من النفوس البشرية ستحول الديناميت بعد تطويره إلي سلاح للحروب وللقمع والقتل وإفتراء الدول علي الأخري بل أبناء الشعب الواحد في الحروب الأهلية، وتنبثق من تلك الإستخدامات غير الآدمية استخدامات أخري مشتقة تفجر الدماء وتقضي علي الأبرياء بأكثر الطرق قسوة وبشاعة.
لو كان نوبل يدري ما فعلته البشرية بإختراعه من بعده لما سعي وراء اختراعه له ولما انكفأ لسنوات طويلة باحثاً عن ضبط استعمال مادة النيتروجليسرين (ثلاثي نترات الجلسرين) والتي تعد هي المادة الأساسية لتكوين الديناميت، وهي مادة شديدة الحساسية للصدمات والإرتجاج وشديدة الإنفجار حتي توصل لإختراع الديناميت منها.
ولم تكف أيدي البشر عن تطوير الديناميت لمتفجرات واسعة المدي، بمقدورها القضاء علي مساحات شاسعة يحيا فوقها البشر وكأنهم ذرات في الهواء يتم نسفها، أو مياة بحرية أو نهرية يتم تبخيرها وتصعد في السماء.
لقد شعر نوبل بالندم فعلا فقرر أن يقوم بإيداع ثروته الناجمة عن مكاسب اختراعه الديناميت في بدايات استخداماته السليمة قبل أن تطاله الأيادي الشيطانية ، قام بايداع ثروته كلها في بنك سويدي ووهبها لجائزته التي سميت باسمه (جائزة نوبل)، أوصي بمنح الجائزة بشكل سنوي لكل من يقوم بعمل إنجاز تشهد به البشرية في ستة مجالات هي الكيمياء، الفيزياء، الآداب، الطب، السلام، العلوم الإقتصادية، وقام بتوثيق تلك الوصية عام 1895 قبل وفاته بعام.
وكان أول حفل أقيم عام 1901، وتعد جائزة نوبل هي أروع الجوائز البشرية حتي الآن وتحتفي قائمتها بأسماء عريقة من عظماء المجالات الستة منهم ألبرت آينشتين واضع النظرية النسبية، ماري كوري مكتشفو الراديوم، جيمس واطسون و فرنسيس كريك مكتشفا الحمض النووي DNA، مارتن لوثر كنج ونيلسون مانجيلا في مجال السلام، وحصدها من العرب عدد لا بأس به منهم د.أحمد زويل في مجال الكيمياء، و نجيب محفوظ في مجال الآداب.
ومازالت الجائزة مستمرة حتي الآن، ولكن هل يرسل لنا ألفريد نوبل رسائل ندم رغم موته، نادماً فيها علي اختراعه للديناميت أم أن جائزة نوبل التي وضعها لعظماء البشرية ستغفر له إختراعه الذي لا ذنب له فيه سوي أنه صنعه لأعمال سلمية لكن البشر تسببوا في تحويله إلي أعمال شيطانية تقتل وتسفك وتبيد البشرية.
بقلم د.أسماء الطنانيِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق