الإعاقة كانت وراء نجاحي- الأديبة وفاء بغدادي

كتب إجلال راضي اليمني

قررت منذ صغرها أن تكون متميزة ولذلك اختارت الوسط الأدبي‏,‏ شبهها سيد حجاب بالشاعر اليوناني كفافيس‏..إنها شاعرة العامية وفاء بغدادي بنت الإسكندرية التي تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة
وحصلت علي عضوية اتحاد كتاب مصر وعضوية هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وحاصلة علي عدة جوائز من وزارة الشباب والرياضة, وصدر لها مجموعة من الدواوين الشعرية منها زي الحقيقة, والحتة اللي بتحلم فيا وبير مسعود وشرايح من روح بنت.
تقول الشاعرة وفاء بغدادي: مشواري الأدبي بدأ منذ كان عمري18 عامآ عندما التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة حيث أصبحت أتذوق الشعر وأقرأ كل ما تقع عليه عيني خاصة أعمال الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل و محمود درويش, وعمنا سيد حجاب وظل يراودني حلم أني في يوم ما سأصبح شاعرة مشهورة, ولم أحبط خلال معاناتي لركوب أتوبيس كي أذهب إلي الجامعة ولو كان أحد أفراد أسرتي شاهدني في هذا الموقف لكانوا منعوني من استكمال الدراسة من شدة المعاناة أو أن أقضي ساعة ونصف لأتمكن من صعود السلم علي أيدي وأرجلي بل دائما كنت أشعر أني إنسانة مختلفة تملك روحا قوية وإرادة حديدية تستطيع بهما أن تصل إلي كل ما تريده عملا بمقولة( فرانسيس بيكون) نصيب الإنسان موجود بين يديه كانت أول خطوة عملية اتخذتها لدخول الوسط الأدبي هو اشتراكي في إحدي المسابقات الأدبية التي أعلنت عنها وزارة الشباب والرياضة في عام1994, فتقدمت إليها عبر أحد مراكز الشباب بهدف أن أعرف موقعي علي الساحة الأدبية وكانت المفاجأة أني حصلت علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية وقد تكرر ذلك لسنوات متتالية, ثم فزت بلقب الفتاة المثالية علي مستوي الجمهورية في معسكر إعداد القادة, كل ذلك شجعني علي إصدار أول دواويني الشعرية( زي الحقيقة) بعدها فوجئت بأن وزارة الشباب والرياضة تعيد طباعته مرة أخري وتوزعه علي مراكز الشباب, وبعد ذلك صدر لي ديوان الحتة اللي بتحلم فياعن الهيئة العامة لقصور الثقافة, ثم ديوان في بير مسعود وكان نقطة انطلاقي إلي الشهرة, فالشاعر الكبير سيد حجاب قرأ الديوان ومن شدة إعجابه به بحث عني حتي يستضيفني في أحد البرامج وعندما شاهدني وعرف إعاقتي بشلل الأطفال قال لي حتي لو كنت أعرف ظروفك كنت هاجيبك لأنك شاعرة بجد وشبهني بكفافيس الشاعر اليوناني والمفارقة أن هذا الشاعر عاش في الإسكندرية منذ مولده إلي وفاته, وحتي هذه اللحظة تبقي تلك الكلمات بارقة أمل تجعلني أتخطي كل الصعوبات والتحديات التي تواجهني خلال مشواري.
وتضيف وفاء: طوال حياتي لم أشعر أني معاقة ولكن منذ وقت قصير تسرب بداخلي هذا الإحساس نتيجة نظرة المجتمع والمسئولين في الدولة لذوي الإعاقة, فلا يوجد أحد يقدر معاناتهم بداية من محاولة إيقاف تاكسي والذي غالبا لا يقف, إلي محاولة إنهاء إجراءات داخل أحد الهيئات الحكومية, لأن تصميم المباني لم يراع أصحاب الحالات الخاصة وبالتالي يبقي الأمر معتمدا علي مقابلة القلوب الرحيمة في مساعدتنا, فلماذا تتركنا الدولة فريسة لكل هذه المعاناة وتصر علي عزلنا وعدم اندماجنا داخل المجتمع؟.. لذلك في كل المؤتمرات واللقاءات التي أشارك بها- بصفتي عضو اتحاد كتاب مصر وشاعرة معتمدة من الإذاعة والتليفزيون وعضو هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وحاصلة علي تمهيدي ماجستير جامعة القاهرة وباحثة ماجستير بكلية الآداب جامعة الإسكندرية- أنادي بتفعيل قانون5% مع إعادة النظر في كيفية المساواة بين الأصحاء وذوي الإعاقة في الاجازات, فهل يعقل أن يحصل المعاق علي اجازة21 يوما مثل الشخص السليم, وتوافر مكتب لخدمة الحالات الخاصة في كل الهيئات والمؤسسات الحكومية, وهذا الطلب من خلال تجربتي في استخراج بعض الأوراق مثل تجديد رخصة القيادة.
وتقول: لغير القادرين علي الحركة تماما ويتم تحديد الحالات بعد عرضها علي لجنة طبية متخصصة لنوفر لهم حياة آدمية كريمة, ومن الأمور التي لا يمكن تجاهلها هو ضرورة توفير تأمين صحي ملائم خاصة للأجهزة التعويضية لتقليل معاناتهم وتسهيل اندماجهم في الحياة فكثير منهم ينعزلون لما يشعرون به من معاناة, ومشكلات المعاقين لا تحتاج إلي أموال طائلة, بل تحتاج إلي دراسة وتنظيم ومحاولة الشعور بهم كبشر لهم حقوق, وقد يعتقد البعض عندما يقرأ هذه الكلمات بأني أحلم بالوصول إلي أحد المناصب القيادية في الهيئات الخاصة بالمعاقين والحقيقة عكس ذلك حيث تلقيت عرض بأن أكون عضوا في المجلس القومي لشئون الإعاقة ولكني رفضت لأن الكاتب باحث عن الحقيقة ولذا يجب ألا ينتمي إلي أي جهة حتي يستطيع مكاشفتها عندما تخطئ. وتختم وفاء حديثها قائلة: أحلم أن تنهض مصر من وعكتها سريعا وهذا لن يتحقق إلا إذا استيقظت قلوب وضمائر من بيدهم زمام الأمور.. فمصر الآن لا تحتاج سوي حب أبنائها المخلصين.
منقول من جريدة الأهرام (www.ahram.org.eg)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق