رصاصة صماء في قلب الوردة وأخرى في أوتار العود- مقال للكاتبة عزة أبو اليزيد


سكرتير التحرير التنفيذي بإدارة النشر بالمجلس الأعلي للثقافة - مصر

ليتكِ ما كنتِ صماء أيتها الرصاصة ... كم تمنيت أن تمتلكى عيونًا ترى، وقلب ينبض ويرق ... وكم كانت ثقتي كبيرة في رفضك لاختراق قلب الوردة "شيماء الصباغ" لمجرد سماعها تهتف (عيش ... حرية ... عدالة اجتماعية)، ربما كنتِ اخترقتِ الطريق الفاصل بينكما لتربتى على خصلات شعرها مطمئنة إياها بمستقبل قريب جميل مشرق لها ولابنها الجميل "بلال"، لو رأت عيونك – التى تمنيت وجودها – ضحكتها الشقية لوهبتيها بضعة سنين من عمرك لتملأ فيها الدنيا مرحًا ... صدقًا لو تحدثتِ مع شيماء قليلاً ولمستِ حبها لمصر وترابها ... أه لو تعرفِ أيتها الرصاصة كم حاربت "الوردة" كل من خان الوطن وكم عارضتهم ورفضتهم لكنتِ اخترقتِ قلب من وهبها الموت .... كنت سأسمع صرختك تملاْ الكون حزنًا على من عاشت قهرًا وماتت غدرًا .... "شيماء الصباغ" لم تكن الوردة الأولى ولن تكون الأخيرة للأسف هى فقط آخر وردة فى فرع كبير تفوح منه رائحة دماء طاهرة وعطرة، ولكن أسفًا أيتها الرصاصة اللعينة ... أيتها الصماء الخرساء لن ترى ولن تسمعى ولن يرق قلبك الذى ليس له وجود فهل كان من أطلقك يحمل قلبًا حتى تحملِ أنتِ قلب!!!! .

لم تحملِ قلبًا ولا عينًا ولا أذنين علمت ذلك ... وماذا عن الضمير ... حدثينى عن ضميرك الذى سمح لكِ أن تقتلى "شيماء" وابنها وزوجها وأمها بطلقة كريهة ... غبية ... صماء!!!! .
قتلتيها مرة وسلمتِ جثمانها لمن قتلها مرات ومرات.
وللأسف اكتشفت مؤخرًا أن الرصاص لا يخترق الورد فقط ولكنه يخترق الأحلام والفن والأوتار أيضًا ... اخترقت حرية "النبيل" أحمد نبيل ... ماذا فعل عازف العود "أحمد نبيل" حتى تُسلَب حريته؟!! ماذا فعل حتي يُساق للسجن كعتيدي الإجرام؟؟!! .
هل يعتقل من أقام ليلاً ونهارًا باعتصام المثقفين الذى كان الشرارة الأولي للموجة الثانية للثورة فى (30 يونيه)؟ هل يعتقل فنان محترم لم يعزف لا للفن الجميل ولم يناضل إلا من أجل وطن خالِ من الخونة والعملاء؟؟!! .
"شيماء الصباغ" شهيدة الورد، والعازف المعتقل "أحمد نبيل" لم يكونوا سوى نماذج لكثيرين من المجهولين الذين لا نعلم عنهم حتى أسمائهم ... "الوردة" و "النبيل" وفد رسمى من شباب الثورة إلى الحكومة المصرية ... وفد رفيع المستوي يطالب بحقه الدستورى فى الحياة والحرية والعدالة الاجتماعية.
وأعلم أن الطلبات المقدمة للحكومة لا تخلو من الدمغة وإلا خلت من القيمة ... وأتسائل أتكفى دماء ماء المتناثرة على الطلب كبديل للدمغة؟؟ أتكفى حرية أحمد وأوتار عوده وسنين عمره للتوقيع على الطلب؟؟ .
فهل تسمع لهم الحكومة، وتدمع عيناها على ما أصابهما هم ومن يمثلونهم؟؟ .
أيرق قلب الحكومة وضميرها ... أم إن الحكومة صماء كالرصاصة؟؟!! .
المقال للكاتبة عزة أبو اليزيد ومنشور علي موقع فيس مصر بعد الاستئذان من الكاتبة نفسها (منقول) 
www.face-masr.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق